المملكة بين ربيعين
ما بين 6 ربيع الأول يوم رفع (حزب الأمة الإسلامي) خطابه للديوان الملكي للإعلان عن الحزب كبداية للإصلاح والتغيير، ويوم 6 ربيع الثاني يوم تداعي الشباب في المملكة العربية السعودية للتعبير عن تطلعهم نحو الإصلاح والتغيير، شهر كامل كان أمام الحكومة فيه فرصة لاستيعاب ما يجري في المنطقة من تداعيات وتحولات كبرى تصنعها إرادة شعوب العالم العربي الحرة، وفرصة لفهم الدرس الذي فهمته حكومة تونس ومصر بعد فوات الأوان!
لقد باتت المملكة اليوم بين ربيعين، ربيع الإعلان عن تأسيس (حزب الأمة الإسلامي) كأول حزب سياسي في المملكة، وهي خطوة ضرورية على طريق الإصلاح، وترسيخ حق الشعب في ممارسة العمل السياسي السلمي المنظم..
وربيع الإعلان عن أول احتجاج شبابي وشعبي سلمي، في ظل هذا الحراك الذي يعصف في المنطقة العربية كلها!
لقد تأخرت الحكومة عن المبادرة التي كان يفرضها منطق الأحداث، وتلكأت في القيام بالإصلاح المطلوب، وكان الإعلان عن الحزب في 6 ربيع الأول فرصة لتفهم الحكومة أن الواقع قد تجاوزها، أو تخلفت هي عنه، وأن الوقت ليس في صالح سياساتها الاستبدادية التي تتجاهل أبسط حقوق الشعب السياسية الشرعية، التي تتمتع بها كل شعوب العالم، إلا شعب المملكة!
وهذه هي الفرصة الثانية قد جاءت لتختبر أداء الحكومة، والتي ستكون في يوم 6 ربيع الثاني، ليخاطب الشباب الحكومة من خلال تجمعات سلمية، لتسمع صوتهم وتطلعاتهم وآمالهم، وآمال الشعب كله معهم..
فهل ستكون المملكة بين ربيعين في هذين التاريخين المباركين؟
نرجو أن تكون كذلك!